الشيخ رائد صلاح
1- لأن المسجد الأقصى لا يزال تحت حصار المؤسسة الاسرائيلية التي لا تزال تحتله بقوة سلاحها منذ عام 1967م ، ولا تزال تحفر تحته شبكة من الأنفاق ، ولا تزال تنشر قوتها العسكرية الاحتلالية على كل بواباته وفي رحابه الداخلية ، ولا تزال تفرض إرادتها القهرية وسيادتها العدائية سامحة لمن تشاء منا الدخول إليه ومانعة من تشاء ، ورافضة إدخال أية مواد إعمار إليه لشلّ أي مشروع صيانة أو إعمار بات المسجد الأقصى بأمس الحاجة إليه ، ولا تزال تطلق العنان لآلاف من جنود احتلالها أن يقتحموا المسجد الأقصى وألا يترددوا بإلقاء القنابل فيه وإطلاق الرصاص على أهلنا الرُكعّ السجود فيه موقعة بين كل برهة من الزمن وأخرى مجزرة دموية تُسيل دماءنا على ثراه وتزهق أرواحنا في محرابه وتكسر عظامنا على مصاطبه .
2- ولأن المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية لا تزال تحلم حلما اسودا زاهقا تسعى من خلاله إلى بناء هيكل موهوم على حساب المسجد الأقصى الأسير ، وحتى يتحقق لها هذا الحلم الباطل سلفا ها هي المؤسسة الاسرائيلية قد سمحت لنفسها بإقامة كنيس من طابقين تحت المسجد الأقصى ، وها هي قد سمحت لنفسها إقامة متحف أسمته "قافلة الأجيال" تحت المسجد الأقصى كذلك ، وها هي قد سمحت لنفسها تحويل المدرسة التنكزية التي هي جزء من مباني المسجد الأقصى إلى معسكر أمني يرصد جموع أهلنا المصلين والمصليات ليل نهار ، وها هي قد سمحت لنفسها نصب عشرات الكاميرات العلنية والسرية عند كل بوابات المسجد الأقصى ، وها هي قد سمحت لنفسها إقامة سياج إلكتروني على امتداد بعض جهات المسجد الأقصى ، وها هي قد سمحت لنفسها فتح بوابات المسجد الأقصى على مصراعيها أمام المجتمع الاسرائيلي تحت ذريعة أنها مجرد زيارات سياحية .
3- ولأن المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية لا تزال منذ تاريخ 6/2/2007م تهدم جزءاً من المسجد الأقصى وهو المعروف باسم طريق المغاربة ، وها هم بعض رجالاتها قد أعلنوا أنهم سيحولون مسجد البراق إلى كنيس يهودي ، وسيقيمون جسرا عملاقا بعد إزالة طريق المغاربة وسيوفر هذا الجسر إمكانية دخول شاحنات وحفارات وسيارات عسكرية إلى المسجد الأقصى ، وسيواصلون جريمة هدمهم بعد الانتهاء من تدمير طريق المغاربة ، حيث سيواصلون تدمير المدرسة التنكزية التي هي جزء من المسجد الأقصى ، وسيقيمون كنيسا كبيرا على أنقاض المدرسة التنكزية ، ثم سيواصلون المطالبة فيما بعد بتقسيم المسجد الأقصى بكل مبانيه وساحاته بين المسلمين واليهود كما وقع التقسيم ظلما وعدوانا على المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل .